لبنان يتنفس الصعداء برفع العقوبات عن سوريا

مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع العقوبات عن سوريا شهدت دمشق بهجة عارمة مع خروج السوريين إلى الشوارع احتفالاً بالقرار الذي سيفتح المجال لانتعاش بلاد مزقتها ودمرتها الحرب على مدى نحو 13 سنة. وفي بيروت المجاورة تنفس اللبنانيون الصعداء أيضاً، إذ توفر عودة سوريا إلى المجتمع الدولي فرصة كبيرة لانتعاش لبنان بدوره، مما يسهم في خروجه من أزمته الاقتصادية المستفحلة منذ أواخر 2019.

في هذا السياق يقول المتخصص الاقتصادي باتريك مارديني إن رفع العقوبات عن سوريا هو إنجاز مهم جداً لسوريا بالدرجة الأولى لأنه سيسمح لها بالعودة لممارسة التجارة الخارجية، مما يتيح للبلاد استيراد حاجاتها من الخارج مباشرة، من مواد غذائية ومحروقات نفطية وغيرها، ما سيوفر البضائع للشعب السوري بأسعار أرخص. ويضيف مارديني أن القرار سيسمح أيضاً “للمصدرين والمنتجين السوريين بأن يبيعوا منتجاتهم في الأسواق الخارجية التي تملك قدرة شرائية ومادية أفضل من قدرة الاقتصاد المحلي، مما يوفر لهم بالتالي مداخيل أفضل”.

كذلك رفع العقوبات عن سوريا سيسمح بعودة الاستثمارات إلى البلاد وإطلاق ورشة إعادة الإعمار بعدما زال المانع الأخير أمام عودة المستثمرين، لا سيما من دول الخليج العربي، لتصبح سوريا أمام فرصة حقيقية لنهوض اقتصادي كبير جداً.

بالتوازي يقول مارديني إن لبنان سيستفيد من هذا النهوض “بالدرجة الأولى من التجارة، فنحن بلد مجاور، بالتالي التجارة مع لبنان ستكون أكثر سلاسة”، موضحاً أن لبنان تاريخياً كان يتبادل التجارة مع دول الخليج عبر شاحنات تنقل المنتجات براً عبر سوريا، لكن بسبب الحرب في سوريا اضطر إلى اعتماد النقل البحري بكلفة أكبر، بالتالي “عودة سوريا تسمح بخفض كلفة التجارة الخارجية على لبنان بصورة كبيرة جداً، وهو بالحقيقة كان عبئاً اقتصادياً على لبنان”.

ويضيف مارديني أن “ورشة إعادة الإعمار (في سوريا) هي فرصة نمو كبيرة جداً للبنان أيضاً، إن للشركات اللبنانية أو اليد العاملة اللبنانية الكفؤة التي تستطيع أن تسهم وتساعد في هذا الأمر”.

ويقول المتخصص الاقتصادي إن رفع “عقوبات قيصر” عن سوريا يمكن أن يسهم أيضاً في تحسين وضع قطاع الطاقة في لبنان، إذ “كان هناك مشروع من البنك الدولي لتسهيل استيراد الغاز من مصر من طريق الخط العربي إلى لبنان، وهذا الشيء يسمح لنا بأن نعيد تشغيل معامل الكهرباء على الغاز عوض الفيول، مما يخفض كلفة الإنتاج بصورة كبيرة جداً”، كما طرح مشروع آخر بات يمكن تنفيذه، وهو “استيراد كهرباء من الأردن بكلفة أقل من النصف مقارنة بما ندفعه حالياً في لبنان”.

وخفض أسعار الطاقة في لبنان من خلال استيراد الطاقة والمحروقات من طريق سوريا “يؤدي إلى إنعاش الاقتصاد اللبناني لأنه يخفض كلفة الإنتاج في كل القطاعات، إذ إن السياحة والزراعة والصناعة جميعها تحتاج إلى الكهرباء، بالتالي هناك فعلاً فرصة كبيرة جداً للبنان”، حسب مارديني الذي يختم بالمثل القائل “أطلب الخير لجارك، تلاقيه في دارك”.

اضغط هنا لمشاهدة المقابلة كاملة على موقع اندبندنت العربية