يحتاج لبنان إلى تعزيز التفاؤل بعمل جاد على السياسات الاقتصادية لتحويل الأمل إلى إنتاجية حقيقية. يجب عدم الركون إلى التفاؤل وحده، بل استغلال اللحظة واستثمار المؤشرات الإيجابية لدفع عجلة التغيير.
تستحق خطوة فكّ احتكار قطاع الطيران الإشادة، إذ تساهم في خفض أسعار التذاكر والشحن، وتُسهّل تنقّل الشباب وتُعزز قدرة المشاريع الصغيرة على التصدير. في المقابل، لا تزال الملفات الأساسية جامدة، كـ السياسة النقدية، الوضع المالي، التضخم، القطاع العام، الكهرباء، والاتصالات.
يُفترض عدم تغليب السلبية، بل البناء على الإمكانات المتوفرة، خاصة في ظل شعور الشباب ببعض الحراك، ولو محدود. يفرض الواقع الانتقال من الانتظار إلى الفعل، لأن اللحظة المناسبة قد لا تأتي لاحقًا.
يُلزم الوضع التفكير كرواد أعمال: البحث عن النقص وتحويله إلى فرصة. يتعين على المستثمر الحقيقي التقاط حاجة واقعية وتقديم حلّ فعلي لها. يجب تسهيل انتقال الموظف إلى صاحب مشروع، رغم كثرة العوائق، أبرزها غياب التمويل الفعّال من المصارف.
يستطيع من يحمل فكرة واضحة أن يجد شركاء ويموّل مشروعه بطرق بديلة. يتطلّب النجاح المرور بتجارب فاشلة، لأن المخاطرة جزء من الطريق. رغم هيمنة الاحتكارات على السوق اللبناني، يمكن دومًا خلق فرص جديدة من خلال الجرأة، والنية الصادقة في خدمة الناس، لا استغلالهم.
يبقى خيار الهجرة مطروحًا، لكن لا يصح افتراض أن الخارج دائمًا أفضل. يغادر كثيرون ويعودون، لأن الغربة ليست مثالية، والنظام في الخارج لا يخلو من تعقيدات. يقدّم لبنان، رغم كل شيء، فرص أمان نسبي وفرصًا للحياة الكريمة، خاصة في بعض المناطق.
يُمكن بناء مستقبل هنا إذا توفرت بيئة إنتاجية، وقوانين واضحة، وتشريعات تسهّل العمل. يستدعي الأمر تفكيرًا واقعيًا، وإيمانًا بالحلول الممكنة، وسعيًا جادًا لتحقيق الإنجاز قبل فوات الأوان.