يقدم غسان بيضون رؤية لأزمة الكهرباء في لبنان، مسلطاً الضوء على جذورها في سوء الإدارة والتخطيط. تتجلى آثار هذه الأزمة في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، مما يؤثر سلباً على كافة مناحي الحياة في البلاد. يضطر المواطنون للجوء إلى حلول بديلة كالمولدات الخاصة والطاقة الشمسية، مما يزيد من الأعباء المالية عليهم.
تمتد تداعيات الأزمة لتشمل المرافق العامة الحيوية، كمحطات ضخ المياه والمستشفيات والمطارات، مهددة البنية التحتية الأساسية للبنان. يشكل تأمين مصدر مستقر ومستدام للمحروقات تحدياً رئيسياً، خاصة مع غياب الشفافية في عمليات شراء الوقود.
تبرز فرص للتعاون مع دول مثل الجزائر لتلبية احتياجات لبنان من المحروقات، مع ضرورة تنفيذ هذه الاتفاقيات بشفافية لتجنب مشاكل الفساد السابقة. تُقترح حلول تعتمد على الطاقة المتجددة، خاصة الشمسية، وتشجيع التعاون بين البلديات والقطاع الخاص في إنتاج وتوزيع الكهرباء.
يتطلب حل الأزمة تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مع ضرورة وضع استراتيجية وطنية شاملة للطاقة تلبي احتياجات البلاد على المدى الطويل.
تلعب البلديات دوراً هاماً في قيادة التحول نحو الطاقة النظيفة، حيث يمكنها المبادرة دون انتظار الحلول من السلطة المركزية. يعتبر هذا النهج اللامركزي مفتاحاً محتملاً لتجاوز العقبات وتسريع وتيرة التغيير.
ترتبط أزمة الكهرباء بالتحديات الأوسع التي يواجهها لبنان في مجال الحوكمة وإدارة الموارد. يحتاج حل الأزمة إلى نهج متكامل يعالج جذور المشكلة، مع توفر إرادة سياسية قوية وتعاون بين مختلف أطياف المجتمع اللبناني.
يمثل تجاوز أزمة الكهرباء خطوة حاسمة نحو استعادة ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة وبناء لبنان أكثر استدامة وازدهاراً.