يحذر غسان بيضون من استمرار العتمة الشاملة في لبنان، مشيراً إلى اعتياد الشعب عليها بعد أكثر من خمسة عشر عاماً من الأزمات. يجاري بعض المسؤولين الموقف الأمريكي برفض الحلول الروسية والصينية والإيرانية. تتدخل السفارات الأجنبية لمنع قبول العروض الإيرانية، مستخدمة اللغة الدبلوماسية لتحذير الوزراء. يُمنع لبنان من التوجه نحو الشرق، ويُطلب منه البقاء في الفلك الغربي، منتظراً المساعدات الخارجية للبقاء. تبحث الدولة اللبنانية عن مصادر طاقة بسيطة لإنارة المرافق الأساسية، بينما تبقى العروض الدولية مجمدة بسبب الضغوط الأمريكية. ترفض الجهات المعنية عروض شركات عالمية مثل سيمنز الألمانية، رغم زيارة المستشارة ميركل ومدير الشركة لتقديم المساعدة. تفتقر آلية تقييم العروض إلى المنطق، حيث يُطلب من موظفين محليين محدودي الخبرة تقييم شركات عالمية. تكمن وراء رفض بعض العروض مصالح خاصة، إذ يسعى بعض المسؤولين لترتيب عقود وصفقات تخدم مصالحهم الشخصية. تستمر الضغوط الأمريكية بالتأثير على القرارات اللبنانية، مما يؤدي إلى استمرار أزمة الكهرباء وبقاء المنازل في الظلام. تحتاج البلاد إلى حلول عاجلة لأزمة الطاقة، مع الحفاظ على الشفافية في التعاقدات وتجنب الفساد. تتطلب المرحلة الحالية دراسة جميع العروض المقدمة بموضوعية، بعيداً عن الضغوط السياسية والمصالح الشخصية. يفتقر قطاع الكهرباء إلى خطة واضحة للإصلاح، تشمل تحديث البنية التحتية وتنويع مصادر الطاقة. يحتاج لبنان إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحل أزمة الطاقة، مع مراعاة المصالح الوطنية.