تواجه الأسر اللبنانية أزمة معيشية غير مسبوقة في ظل التحديات الاقتصادية المتفاقمة التي يشهدها لبنان. فقد تعرض البلد لسلسلة من الأزمات المتتالية، بدءاً من الأزمة الاقتصادية الحادة وصولاً إلى الحرب التي أدت إلى دمار واسع في البنية التحتية وتهجير أعداد كبيرة من السكان، مما تسبب في توقف شبه كامل للأنشطة الإنتاجية في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وقد انعكست هذه الظروف الصعبة بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، حيث ارتفعت معدلات الفقر بشكل غير مسبوق وتأثرت تكلفة السلة الغذائية بشكل كبير. وتشير التقديرات الأخيرة الصادرة عن منظمة الغذاء الدولي في نهاية عام 2024 إلى أن العائلة المكونة من خمسة أفراد تحتاج إلى ما يقارب 450 دولاراً أمريكياً شهرياً لتأمين احتياجاتها الأساسية للبقاء. وفي التفاصيل، تبلغ تكلفة السلة الغذائية الطبيعية للفرد الواحد حوالي 37 دولاراً أمريكياً، بينما تصل تكلفة السلة الغذائية الأساسية، التي تقتصر على الضروريات الدنيا، إلى 24 دولاراً أمريكياً للفرد الواحد.
وتكتسب هذه الأرقام أهمية خاصة في ظل انخفاض متوسط الدخل وارتفاع معدلات البطالة، مما يجعل تأمين الاحتياجات الغذائية الأساسية تحدياً يومياً للكثير من العائلات اللبنانية. وتشير هذه المؤشرات إلى الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الأمن الغذائي وتخفيف الأعباء المعيشية عن كاهل المواطنين، خاصة في ظل استمرار تداعيات الأزمات المتعددة التي يواجهها لبنان.