واجهة لبنان الوحيدة تحت الخطر: هل تُحدَّد ساعات العمل في المطار؟

المطار

تُلاحق الأزمات لبنان المتخبط بمشاكله الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ووسط تحلل مؤسسات الدولة المستمر منذ نهاية العام 2019 وصل الدور إلى واجهته الوحيدة ومنفذه الأخير على العالم “المطار“.

صَدَمَ فنيو المناوبة في المديرية العامة للطيران المدني في المطار اللبنانيين، بإعلانهم التوقف مع بداية شهر أيار المقبل عن العمل ليلاً، وعلَّلوا الأمر بأنهم جزء من القطاع العام وبالتالي فإنَّ عملهم سيُحصر دوامه من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، أسوة ببقية الإدارات العامة والمصالح والمؤسسات الحكومية.


ويرفض الموظفون ما وصفوه بالعمل الليلي شبه المجاني، فقبل انهيار العملة كانوا يعملون لمدة 240 ساعة، من ضمنها ساعات عمل ليلية، تمتد من الساعة 8 مساءً ولغاية الـ 6 صباحاً، في مقابل تقاضيهم عن كل 100 ساعة عمل ليلي ما يعادل أساس راتب، وبالتالي فإذا كان أساس راتب الموظف مليوني ليرة، فإنه يتقاضى أساس راتب مُضافاً إلى راتبه والمتممات لقاء هذه الساعات الليلية.

وعلى الرغم من الزيادات التي أقرَّها مجلس الوزراء للموظفين إلَّا أن الأمر لم يلحظ تعديلاً في أساس الراتب وبالتالي بقيت بدلات العمل الليلي لأساس راتب يبلغ مليوني ليرة، مليوني ليرة مثلهم أي ما يعادل أي 22 دولاراً فقط.


يقول الموظفون إنهم ضاقوا ذرعاً من كثرة الوعود بحل قضيتهم، فهم لا يحصلون إلَّا على وعود فيما تقتصر المعالجات على بعض المساعدات من شركة طيران الشرق الأوسط “الميدل إيست”.

كارابيد فكراجيان باحث زميل في المعهد اللبناني لدراسات السوق، يقول في حديث لـ LebanonOn إنَّ الحديث عن إيجاد حلول ما هو إلَّا لتمرير الوقت، لأنَّ الحلول موجودة أصلاً، وتتلخَّص بوقف احتكار هذا القطاع.

ويدعو فكراجيان إلى إدخال شركات طيران أخرى إلى السوق اللبناني وافتتاح مطارات مدنية استثمارية لكل راغب بذلك في حال توفّر الشروط، فلا يُعقَل بحسب فكراجيان أن يبقى لبنان رهينة خلاف إدارة مع موظفيها مما يؤدي إلى إغلاق المطار ساء يشاؤون، خاصة وأنَّ غالبية هذه التوظيفات كانت سياسية بامتياز بحسب تعبيره.


ويلفت فكراجيان إلى أن تعرّض لبنان لحرب أو حدوث كارثة في مطاره، سيؤدي إلى خلل حاد نتيجة غياب البدائل، وفي مرفأ بيروت عبرة، وعلى الرغم من قيام مرفأ طرابلس بلعب دور أساسي إلَّا أنه لم يحل المشكلة نظراً لحجمه، فإذا كان الأمر هكذا بوجود مرفأ آخر أقل كفاءة، فكيف سيكون الحال في حال غياب المطار بشكل كُلي؟!

غيابٌ يبدو أنَّه قادم لا محالة حيث يرتبط عمل الفني في المطار بأمور أخرى كتغطية الاتصالات الجوية ليلاً، صيانة الأجهزة، الأرصاد الجوية والبرقيات المرتبطة بالطيران.

كل هذا سيطرح قضية جودة الخدمات الملاحية ومطابقتها لمعايير السلامة الدولية، وهو ما سيُبعِدُ حتماً فيما لو ثبت مخالفته لقواعد السلامة الشركات الملاحية الدولية وكذلك شركات التأمين عن مرفق بات يُشكِّل خطراً على قواعد سلامة الطيران المدني، وبالتالي عزل لبنان عن محيطه، فهل يصل التحلّل العام إلى وجهة لبنان الوحيدة من وإلى العالم؟!.

اضغط هنا لقراءة المقال على موقع Lebanon On