إذا تم حجب تطبيق “تيك توك”، فسيؤدي ذلك إلى انقطاع مصدر رزق العديد من الأشخاص والجهات المعنية. لن يكون هذا الإجراء قطع الأرزاق فحسب، بل سيكون له تأثير أكبر من ذلك. ففي ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يشهدها لبنان والفقر وسوء الأحوال المعيشية، تأثرت فئة الشباب بشكل كبير. ومع ذلك، في عصر “التيك توك”، وجد الشباب حلاً لمواجهة الأزمة من خلال أصبحوا “تكتوكرز” وبدأوا بتنفيذ الإعلانات للمطاعم والشركات التجارية والسياحية الكبرى.
في المقابل، باتت بعض المؤسسات تعتمد على التطبيق نفسه للتصويت وكسب المال، مما ساهم في إنعاش الاقتصاد اللبناني والشباب معاً. لكن بعد الفضيحة الأخيرة التي هزت لبنان والرأي العام، ازدادت المطالبات بإغلاق هذا التطبيق، فكيف سيؤثر ذلك على المؤسسات التي تعتمده للتصويت وكسب المال؟
حالياً، يعتبر “تيك توك” التطبيق الأول على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم تسويق جميع البضائع من خلاله. فقد أصبح “تيك توك” الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم. تكمن أهميته في أنه يساعد المحلات التجارية على عرض منتجاتها من خلال مقاطع الفيديو التي تنشرها على التطبيق، بدلاً من انتظار زيارة العملاء للمتجر. هذا الأمر ساعد في زيادة الأرباح بشكل كبير.
اليوم، في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، لا يستطيع معظم الشباب إيجاد فرص عمل. لذلك، قرر البعض البقاء في لبنان والعمل هناك، حيث يحاولون تسويق منتجاتهم وخدماتهم عبر “تيك توك”. حالياً، أصبح كل شيء عبر الهاتف المحمول، حيث يستطيع العملاء التسوق والشراء دون الحاجة لزيارة المتاجر.
يستخدم حوالي 90 مليون مستخدم في لبنان، معظمهم دون سن 24 عاماً، تطبيق “تيك توك” للترفيه والتواصل الاجتماعي. كما يستخدم “صانعو المحتوى” والمؤثرون الذين لديهم متابعون يتراوح عددهم بين 50 ألف و25 مليون متابع هذا التطبيق. يتفاعل حوالي 10% من المتابعين مع هؤلاء المؤثرين، مما يعني أن المؤثر الذي لديه 50 ألف متابع يتفاعل معه 50 شخصاً، بينما المؤثر الذي لديه 25 مليون متابع يتفاعل معه مليونان ونصف شخص. هذا التفاعل والمحتوى الذي ينشر على التطبيق يدر إجمالي مداخيل تقدر بحوالي 150 مليون دولار سنوياً للبنان، بمعدل 15 ألف دولار شهرياً لكل مؤثر، على الرغم من وجود بعض المؤثرين الذين يكسبون أكثر أو أقل من هذا المعدل.
لجذب عملاء جدد وتطوير الأعمال، لا بد من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين والمتابعين من مختلف المناطق، وليس فقط من المحيط المحلي والأصدقاء. بالنسبة لموضوع الشهرة والأرباح، فقد ارتفعت بشكل كبير، حيث يأتي العملاء من خارج لبنان، مما يزيد من الأرباح. لا يمكن العودة إلى الوراء والاعتماد على الأساليب التقليدية للتسويق، خاصة وأن “التيك توك” أصبح التطبيق الأول في لبنان.
إذا تم إغلاق “تيك توك”، فسيكون له نتائج سلبية كبيرة على البلد. أولاً، سيخسر صانعو المحتوى اللبنانيون الذين يعتمدون على التطبيق لكسب رزقهم مصدر دخلهم، مما سيضربهم بشدة. ثانياً، ستتأثر الشركات التي تستخدم “تيك توك” للتسويق، في وقت تحاول فيه الشركات الشابة في البلد المضي قدماً وتقديم سلع وخدمات وبيعها عبر التطبيق. كما سيتأثر عدد كبير من المطاعم التي أصبحنا نعرفها من خلال “تيك توك”.
على الرغم من أن بعض الأشخاص يستخدمون “تيك توك” لأغراض إجرامية، كما شهدنا في الحادثة الأخيرة، إلا أنه لا ينبغي منع التطبيق بسبب ذلك. فكما يتم معاقبة من يستخدمون السيارات لأغراض غير قانونية دون منع السيارات نفسها، يجب معاقبة من يستخدمون “تيك توك” لأغراض إجرامية فقط، دون حظر التطبيق الذي يستخدمه