المقاعد فرغت و اختفت الفوضى و” العجقة” فطغى السكون على كل زاوية. هذه هي حال الجامعة اللبنانية التي تفتقد لطلابها و يسود في قاعاتها وأروقتها الهدوء، فكل ما اشتدّت الأزمة الإقتصادية، زاد مقعدٌ فارغ في أحد الصفوف.
“كل ما طلع الدولار عم نخسر حدا بالصف و بكرا بيجي الدور عليي ” هذا ما قالته الطالبة فاطمة عندما سُئلت عن تكلفة النقل للوصول الى الكلية، فهي تدفع ما يقارب ٥٠٠ ألف ليرة كل يوم.
في الجامعة اللبنانية، وفي كل فروعها وكليّاتها، يدور حديث واحد بين الطلاب يتمحور حول سعر صرف الدولار والتكلفة العالية للنقل التي تتبدّل كل يوم.
الطالبة نور التي تعيش في بعلبك تقول بإن تكلفة الطريق للوصول الى الجامعة تلامس ال ٨٠٠ ألف كل يوم”! مضيفةً، “وفوق هيدا أنا بساعد بيي لنبيع الماي ، يمكن ما بقى أقدر إنزل على الجامعة”.
هي الظروف الصعبة التي يعيشها الطلاب تدفعنا للسؤال” ما ذنب هؤلاء الطلاب الذين يحاولون تلمّس مصيرهم في الحياة؟
الخبير الإقتصادي باتريك مارديني وعبر مقابلة مع Lebtalks، أفاد بأن ارتفاع تكلفة النقل يعود الى ارتفاع أسعار المحروقات لسببين: الأول تضخّم أسعار هذه المحروقات وهي بالدولار فكل ما ارتفع سعر صرف الدولار ارتفعت أسعارها، أما السبب الثاني فهو الحرب الروسية- الأوكرانية التي أدت الى ارتفاع المحروقات عالمياً”، مضيفاً أن “ذوي الدخل المحدود الذين لا زالوا يتقاضون رواتبهم بالليرة هم أكثر عرضةً للتأثر بهذه الأزمة”.
مارديني أشار الى أن “ما يخفّف من ارتفاع الأسعار هو تحرير قطاع النقل المشترك وذلك بفتح أسواق أكبر للسيارات المرخّصة للنقل، وبذلك يكون هناك فرص عمل للكثيرين منها التوك توك، لأنه مع انخفاض مستوى الدخل في لبنان لم يعد بإستطاعة المواطنين الاعتماد على سيارات ذات كلفة أكثر وجودة أعلى، وبالتالي اضطروا الى استعمال بدائل أقل تكلفة للمواصلات”.