مجلس النقد قد لا يكون حلًّا شاملًا لكنّه الخطوة الأولة والمدخل للحلول

أكد الدكتور باتريك مارديني ان لبنان اليوم يعيش بنظام التعويم الموجّه ولم نقر بعد نظاما للسعر الثابت والسعر الوحيد للدولار اليوم هو 10000 ليرة. ففي ظل هذا النظام، تطلب الحكومة من المصرف المركزي طباعة الليرة لتمويل الموازنة العامة، فيرتفع سعر الدولار. وطالما تستمر طباعة اليرة فلا سقف للدولار. وشدد على انه في ظل غياب الثقة بها وعدم نمو الاقتصاد، أدت العوامل منذ سنوات ولغاية اليوم الى الارتفاع المتواصل لسعر الصرف وهي لا تزال مستمرة ويمكن استمرارها ايضا لسنة في حال عدم القيام بأي خطوة.

وأيضًا اشار الى ان المصرف المركزي يتدخل عن طريق ضخ الدولارات للتجار وتأخره عن القيام بهذا الامر هو نتيجة فقدانه للاحتياطي في مما أدى الى ارتفاع سعر صرف الدولار، فأصبح لبنان متّجه نحو سيناريو شبيه بسيناريو فنزويلا. وأوضح أنه لا سقف لسعر صرف الدولار في ظلّ تقاذف المسؤولية وطباعة الليرة. إذ تقف السياسة الإستنسابية للمصرف المركزي عائقّا أمام الإستقرار النقدي وإعادة الثقة بالليرة اللبنانية.

رأى الدكتور مارديني ان مجلس النقد هو الخلاص الوحيد للأزمة في لبنان. وهو نظام جديد يمنع المركزي من مدّ يده على أموال المودعين وتسليفها للدولة. وتكون الليرة مغطاة بالدولار وعلى سعر ثابت لا يتزعزع وبهذه الطريقة تعود الثقة بالليرة ، لافتا الى ان عدم الاستقرار النقدي يمنع التدفقات الخارجية من الدخول الى لبنان. ولفت ان مجلس النقد لا يحل مشكلة الدين العام، إنّما هو النظام الأنسب للبلدان غير المستقرّة لفصل العملة عن الواقع السياسي. كما أشار ان ستيف هانكي وهو من اهم الخبراء في موضوع حل مشكلات العملات المضطربة مستعدّ ليُساعد مجلس النواب اللبناني من دون اي مقابل مادي لاقرار قانون مجلس النقد الذي يوقف ارتفاع الدولار ويخفضه ويثبته في مهلة شهر واحد فقط. لذلك المبادرة تقع على عاتق المجلس النيابي لإيجاد حلول.

مقابلة الدكتور باتريك مارديني على إذاعة صوت لبنان نهار ٥ آذار ٢٠٢١

إضغط هنا للإستماع إلى المقابلة على موقع صوت لبنان