الموسم السياحي “عالأبواب”، وبين الارتفاع في سعر صرف الدولار وأزمة المازوت المعلّقة على حبال الحرب الروسية الأوكرانية و”الدولار”، نحن في انتظار السواح الذين سيأتون في الموسم الصيفي لتنشيط الوضع الاقتصادي قليلا.
في هذا الاطار، كان لموقع الديار جولة على بعض الفنادق للاستفسار عن أسعار الغرف، وتبين ما يلي:
يتراوح سعر الغرفة لليلة في فنادق 5 نجوم بين 200$ و300$ ، هذا بدون الضريبة، ويضم الحجز وجبة إفطار لشخصين.
أما في فنادق الثلاث نجوم فيبدأ سعر الغرفة من 150$ ويضم أيضا وجبة إفطار لشخصين.
وفي فنادق النجمتين، يبدأ سعر الغرفة من 95$ مع وجبة إفطار لشخصين.
لم تتغير ارقام تسعيرات الفنادق عن الارقام التي كانت قبل ثورة 17 تشرين. ففي منطقة الأشرفية، كانت الليلة في فندق 5 نجوم بين 200$ و300$. اليوم التبريرات لهذه الأسعار لأصحاب الفنادق تقع تحت “أزمة الليرة مقابل الدولار” و أزمة المازوت، لكن قبل هذه الأزمات، ما كانت التبريرات؟ وتحت أي “حجة” كانت أسعارهم “مقبولة”؟
فمقارنة بالدول الكبرى وتسعيراتها لغرف الفنادق، هل يحتمل الوضع العام في لبنان هذه التسعيرات؟
كنا نعتبر ان هذه الاسعار منطقية قبل 2019 من منطلق ان الوضع الاقتصادي والامني “مقبولين”، ولم تكن هناك مشكلة الكهرباء والتقنين والبنزين و”الخ”. أما اليوم، فالطرقات والشوارع “معتمة”، الخبز والقمح “يوم موجود ويوم مقطوع”، والبنزين “يوم في ، ويوم طوابير”، فليس هناك ما يشجّع السواح على زيارة لبنان الا أهاليهم.
هذا، بالاضافة الى المطاعم التي بدأت أن ترفع أسعارها في اليوم الذي أصبح الدولار يساوي “2000”، فاللبناني اليوم “تخدّر” ولم يعد يحسب هذه الارباح الخيالية التي تتقاضها المطاعم. فكان فنجان القهوة في أي مقهى يساوي 7000 كحد أقصى (على أيام الدولار 1500) ما يعني 4 دولارات. أما اليوم، يساوي سعر فنجان القهوة نحو 50 ألف ليرة (أقل من 3 دولارات)، مما يعني أن معظم أصحاب القطاعات السياحية كانوا يتقاضون أرباحا “على حساب” المواطن منذ أعوام عدة.
في حديث لموقع الديار، قال الخبير الاقتصادي باتريك مارديني: “صحيح ان اسعار غرف الفنادق مرتفعة نسبيا، ولكن علينا ان نأخذ في عين الاعتبار موضوع الكلفة التشغيلية في لبنان التي اصبحت مرتفعة جدا، فهناك المصاريف الكهربائية كون الفنادق تشغل مولداتها 24/24، فغير ازمة الدولار هناك الحرب الروسية الاوكرانية التي تركت أثارها علينا.”
وأضاف مارديني: “نحن في انتظار الموسم السياحي لنرى عدد الزوار، فاذا لم تكن الاعداد كالمتوقع ستضطر الفنادق على خفض أسعارها لتستقطب أكبر عدد زوار.”
وبالنسبة لأسعار المطاعم، اعتبر أنها “ارتفعت ولكن ليس بقدر ارتفاع سعر الصرف والسبب هو ان هناك جزء من كلفة المطاعم ثابتة بالليرة، مثل كلفة اليد العاملة”.
ولفت مارديني الى أن “هناك عدة مطاعم أقفلت أبوابها خلال الأزمة، ما يعني أن المنافسة بينهم انخفضت”.
وفي السياق ذاته، قالت مدير عام شركة “تانيا ترافيل” Tania Travel اميه الأشقر، ان “نسبة الحجوزات الى بيروت ارتفعت هذا العام، والأسعار لم تتغير على من يدفع بالـ Fresh”، ولكن الفنادق تتبع أسعار الأسواق وأرباحها ليست كبيرة”.
واعتبرت الأشقر أن “الأسعار لا تزال ضمن المعقول، حيث لا يمكننا التغاضي عن أزمة المازوت وارتفاع أسعارها، وبالإضافة الى ذلك هناك العديد من الفنادق أقفلت أبوابها نتيجة الأزمة الاقتصادية التي نمر بها”.
ولفتت الى أن “الأسعار لم تشكل عائق لمن يريد زيارة بيروت، ويمكنني القول أنني لاحظت ان الحركة السياحية أفضل بكثير من السنة الماضية على الرغم من الارتفاع في دولار السوق الموازية”.
وفي السياق نفسه، اعتبر نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر أن “هذه السياسة الجديدة في أسعار غرف الفنادق ليست مدمرة بل واقعية، لأن سعر تنكة المازوت اختلف عن السنة الماضية ، حيث وصل السعرا الى 508 آلاف ليرة”.
وتابع: “كان الموظف يتقاضى 200 ألف طيلة الشهر كبدل نقل، أما اليوم فالموظف يتقاضى 65 ألف يوميا، اذا ارتفاع أسعار غرف الفنادق يلحق الارتفاع العام للأسعار”.
واعتبر الأشقر أن “السوّاح الآتون من الخليج العربي وافريقيا وأوروبا لن يكون لهم مشكلة كبيرة في الدفع طالما ليس لديهم أزمة عملة في بلدهم”.
وقال الأشقر : “أفضل للسوّاح أن يقوموا بإستئجار غرف، على أن يسكنوا في المنازل لأن في الفنادق الكهرباء والانترنت والمكيّف متوفرين 24/ 24”.