لقد بات الانترنت في عصرنا اليوم العمود الفقري للنمو والتقدم، فأكثر من 3.6 مليار شخص اليوم موصول بالإنترنت، وذلك لأنه يتيح إمكانات لا تحصى لاستعماله، سواء في التواصل أو العمل أو التعليم. لقد أصبح الانترنت آلية متطورة في العمل يساهم في زيادة المنافسة وخفض الأسعار من خلال زيادة الشفافية في الأسواق وعرض خيارات كثيرة أمام المشتري. وبفضل هذه التقنية ارتفعت المبيعات الالكترونية بنسبة 113% عالميا خلال السنوات الخمسة الأخيرة، لتصل الى 11.9% من مجموع المبيعات
لم يكتف الانترنت بزيادة المبيعات فقط، بل فتح سوقا ابداعيا جديدا بخيارات لا تحصى، فقد انتشرت خدمات الكترونية جديدة من بينها الفيديو عند الطلب والموسيقى التي يرتفع عدد المستخدمين في بعضها بحوالي 48% سنويا. ساهم الانترنت أيضا بنمو العمل الحر الذي ارتفع بنسبة 23% عام 2017 من خلال العمل مع شركات مثل “Uber” التي ساهمت في تخفيض نسبة شراء سيارات جديدة بحسب تقرير“Mary Meeker”، كما أنه طور عمليات الدفع التي أصبحت بمعظمها الكترونية وارتفعت بحوالي 60% لعام 2017.
ومن الواضح أن الأفراد أصبحوا يقضون وقتا أكثر على وسائل التواصل الاجتماعي، فمجموع الوقت الذي يقضيه الشخص في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام في تزايد ملحوظ، وقد ارتفع من 2.7 ساعات يوميا عام 2008 الى 5.9 ساعات عام 2017، أي ارتفاع بنسبة 119% خلال 9 سنوات.
لقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في تعزيز اكتشاف سلع جديدة، وتوصلت إحدى الدراسات إلى أن 78% من مستخدمين “Facebook”في الولايات المتحدة اكتشفوا من خلاله سلعا جديدة، كما أن 55% منهم اشتروا هذه السلع بعد اكتشافها.
أما على المستوى الاقتصادي فيمكن القول أن التطور التكنولوجي يعتبر من أهم الوسائل للتقدم الاقتصادي ولزيادة إنتاجية القطاعات للمنافسة محليا وعالميا، وقد وجدت إحدى الدراسات أن كل زيادة ل10% في المستخدمين للأنترنت يزيد النمو الاقتصادي بنسبة 1.21%. ومن هنا تبرز أهمية تحسين خدمة الانترنت في لبنان الذي يعاني من مشاكل عدة أهمها بطء الانترنت، حيث أن لبنان يحتل المرتبة 127 من أصل 130 عالميا، بالإضافة الى ذلك فان ارتفاع سعرها مقارنة بالخدمة المقدمة يمنع العديد من الناس من استخدامها، فمرتبة لبنان من حيث الكلفة هي 71 من أصل 92 دولة.