بيضون: لم يعد هناك أمل بالكهرباء في لبنان
«العتمة الشاملة» تهديد لطالما أتحفتنا به السلطة السياسية الحاكمة خصوصاً بعد الإنهيار الإقتصادي عام 2019،الذي بدوره كشف واقع الكهرباء في لبنان والفساد الحاصل إن كان في كيفية إدارته أو من خلال السرقات التي حدثت خلال عهود وزراء الطاقة والمياه المتعاقبين وصولاً إلى حكومة تصريف الأعمال وتجاذبها مع السلطات العراقية مؤخراً حول قضية الفيول العراقي الذي عاد وتصدر المشهد مؤخراً.
في السنوات الأخيرة،حينما كان اللبنانيون يئنون وجعاً في ذروة الأزمة الإقتصادية المستمرة منذ العام 2019،جرّاء العتمة الشاملة التي غرق بها لبنان مؤخراً ومعاناة اللبنانيين مع العتمة الشاملة وصراعهم معها ناهيك عن صراعاتهم مع المولدات وأصحابها،لجأ العديد من اللبنانيين إلى خيار «الطاقة الشمسية» كبديل طبيعي يتماشى مع التطور الحاصل تكنولوجياً وتفنياً بصورة خاصة إلى حين إجتياح الطاقة الشمسية معظم البيوت في لبنان ولم نعد نبالغ عندما نقول إجتياحها معظم المناطق في لبنان،ولكن هل بات اللجوء إليها هو البديل عن الكهرباء في ظل غيابها؟
المدير العام للإستثمار السابق في وزارة الطاقة والمياه والخبير في المعهد اللبناني لدراسات السوق غسان بيضون يؤكد أن لجوء المواطن إلى الطاقة الشمسية ليس بجديد،وذلك بسبب إنهيار الدولة في العام 2019 ولأنه لم يبقَ أي أمل في أن يكون هناك كهرباء في لبنان،وفي الوقت الحالي واقع الكهرباء في لبنان هو أسوء مع تراجعها المستمر مع الإعتماد على النفط العراقي القائم حتى هذه اللحظة تزامناً مع التهديدات المستمرة بالذهاب نحو العتمة الشاملة بسبب الأزمة مع العراق مؤخراً،وتحجج مؤسسة كهرباء لبنان بمصرف لبنان بأنه لا يقوم بتحويل الأموال لها وسواها من الأمور المعقدة التي تبرز الفشل الحاصل على صعيد الكهرباء.
ويشدد بيضون في حديث لـ«اللواء» أنه لم يعد هناك أي أمل في أن يكون هناك كهرباء في لبنان وهذا سبق وقلته في العام 2019،حينما حذرت اللبنانيين بأن لا ينتظروا السلطة السياسية ووزارة الطاقة والمياه ومؤسسة كهرباء لبنان ليؤمنوا لكم الكهرباء فلا حل لديكم سوى اللجوء إلى الطاقة الشمسية، واللجوء إلى الطاقة الشمسية لم يعد يقتصر فقط على المواطنين إنما أيضاً تغلغل إلى المؤسسات العامة وكان آخر هذه المؤسسات في الآونة الأخيرة هي «أوجيرو»، و«ديوان المحاسبة «.
ويرى أن الإتجاه للطاقة الشمسية أخذ طريقه نحو الإزدياد في السنوات الأخيرة،بالتزامن مع رفع تعرفة الكهرباء مؤخراً حيث تم رفعها بشكل جنوني حيث أصبح المواطن يقوم بدفع بين المليونين وأو ثلاثة ملايين ليرة في الشهر ليأخذ ساعتين كهرباء في النهار فقط لا غير وهذا لا يكفيه فمع رسم الإشتراك الثابت والمرتفع سواء تم صرفها، أم لم يتم أم أنتجت الكهرباء أم لم تنتج فحكماً سيتم أخذ هذا الرسم من المواطن وهذا ما يؤدي إلى وقوعه في حالة إذعان وإرباك لا يمكن له الخروج منها لذلك من الأمر الطبيعي أن يتم اللجوء إلى الطاقة الشمسية وهذا ما يبينه عدد الإشتراكات التي إما تجمّد أو تلغى أو يتم تخفيض قدراتها بسبب العلاقة الجهنمية أصبح المواطن يعيشها مع كهرباء لبنان.
ويلفت إلى أن الإتجاه الطبيعي للأمور نتيجة النصوص والإتفاقيات والمعاهدات بخفض الإنباعثات ناهيك عن نتيجة الكلفة العالية،وميّزات الطاقة الشمسية،وطبيعة الشمس في لبنان وتواجدها فيه بـ300 يوم من أصل 360 يوم فهذا عامل إضافي لذهاب المواطنين لخيار الطاقة الشمسية، وهذا الأمر آخذ منحى الإتساع والزيادة وسيستمر مع قدرة الناس على التوجه لها،كاشفاً أن هناك بلديات بدأت تفكر بأن تمول عبر قروض تمويلية المصارف بشكل جدي لكي تستطيع أن تتجه إلى خيار الطاقة الشمسية،ومن المفترض على مجلس النواب عندما شرّع قانون «إنتاج الطاقة المتجددة الموزعة» بأن يجيز للبلديات وإتحاد البلديات بأن تتعاون مع القطاع الخاص ويؤمن لها إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
ويختم بيضون قائلاً:«لم يعد لدينا مجال أن نبقى منتظرين الدولة،فمن عام 2010 ولا زالت السلطة الحاكمة تعد اللبنانيين بالكهرباء، ووزير الطاقة والمياه بشكل يومي يخترع المشاكل التي تساهم في عرقلة أي حل لمشكلة الكهرباء سواء بتوقيف معمل الزهراني أو معمل دير عمار أو من خلال المشاكل التي حدثت مع العراق بسبب الفيول العراقي،وهذا أمر جنوني وغامض لا أحد يستطيع أن يفهمه بسبب التلاعب وغياب المصداقية والشفافية الحاصل،لذلك من الطبيعي الإتجاه نحو خيار الطاقة الشمسية لأنه الحل الوحيد القائم للحاضر وللمستقبل فكما كانت المولدات بديل للدولة فالطاقة الشمسية باتت هي أيضاً بديل للدولة.»