يفضلونه على الفضة .. لماذا يشكّل الذهب ملجأ للمدخرين؟

الذهب

عاودت اسعار الذهب الإرتفاع اليوم، بالتزامن مع تصاعد المخاوف حيال التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك، مع ترقب الأسواق لصدور بيانات الإنفاق الاستهلاكي الأمريكية خلال شهر الماضي، والتي تعتبر مؤشر التضخم المفضل للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وقد تؤثر بقوة على قرارات السياسة النقدية المقبلة.

وفي هذا الإطار، أكد الخبير الإقتصادي د. باتريك مارديني في حديث لموقعنا Leb Economy أن “هناك ثلاث عوامل تحكم إرتفاع أسعار الذهب حالياً، وهي:
1- التضخم
2- الطلب المرتفع على الذهب من المصارف المركزية
3- التحوط من مخاطر الركود الإقتصادي الذي يمكن حدوثه في المستقبل القريب”.

وأشار مارديني إلى أن “التضخم يشكل السبب الرئيسي لإرتفاع أسعار الذهب حالياً، فإذا نظرنا إلى كل البلدان المتقدمة نلحظ وجود تضخم كبير حصل مؤخراً ودفع تلك البلدان إلى رفع الفوائد لديها، حيث هناك فوائد مرتفعة جداً في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا وغيرها من البلدان، وبالتالي التضخم المرتفع يعني إنخفاض القدرة الشرائية، وبالتالي من الطبيعي إرتفاع سعر الذهب لتغطية كلفة التضخم الحاصلة”.
وقال مارديني: “عند حدوث التضخم يلجأ الناس لشراء الذهب لحماية مدخراتهم، وحالياً القدرة الشرائية للعملات أكانت بالدولار أو باليورو أو بالدولار الكندي أو الجنيه الإسترليني أو الين الياباني أو أي عملة من العملات الكبيرة قد إنخفضت نتيجة التضخم العالمي، وبالتالي المدّخر يحمي نفسه من خسارة القدرة الشرائية عبر شراء الذهب بدلاً من الإحتفاظ بالأموال نقداً”.
ووفقاً لمارديني “الذهب يرتفع وفقاً لمستوى التضخم، وبالتالي يقوم ب “Offset”، وبهذه الحالة لا يربح الفرد قدرة شرائية بالذهب ولكن أقله لا يخسرها بسبب التضخم، بحيث يمكن إعتبار أن زيادة سعر الذهب تعكس إجمالاً الزيادة في التضخم”.
كما أشار مارديني إلى أن “كل المصارف المركزية حالياً تزيد إحتياطاتها في الذهب بشكل كبير، وذلك يساهم في زيادة الطلب على الذهب وبالتالي يرفع من سعره”.
وفيما يخص الركود المتوقع حدوثه، قال مارديني: “على صعيد الأفراد، الأسواق المالية العالمية تخشى من الدخول في أزمة ركود عالمي في آواخر العام 2024 أو بداية العام 2025، وبالتالي هناك بعض الذين يحاولون إستباق الأمور للخروج من الأصول التي يتم الإستثمار عادة فيها كالسندات والأسهم وغيرها من الأصول، وبالتالي اللجوء إلى أصول تُعتبر أكثر أماناً كالذهب والمواد الأولية بغض النظر عن نوعها”.
وفي ردٍ على سؤال حول إعطاء الأولوية في الإدخار عبر شراء الذهب وليس عبر شراء معادن أخرى كالفضة والنحاس وغيرها، أوضح مارديني أن “تفضيل شراء الذهب يعود تاريخياً لإعتباره مخزن القيمة، فقديماً كانت النقود مغطاة في الذهب والفضة إلى حدٍ ما، ولكن قيمة الذهب أعلى من قيمة الفضة أو من قيمة النحاس، وبالتالي في كميات صغيرة يكون هناك مخزن أكبر للقيمة في الذهب، إضافة إلى أن الأفراد تاريخياً يفضلون إستخدامه”.
وأشار إلى أنه “في معظم الأوقات تتحرك أسعار المواد الأولية في الإتجاه نفسه إما إرتفاعاً أو إنخفاضاً، طبعاً مع حدوث فروقات بينها ولكن ليس في المقدار نفسه”.
ولفت مارديني إلى أن “النحاس يتأثر بالطلب الصناعي عليه (كابلات نحاس، قساطل نحاس) وبالتالي هو ليس حصراً مخزن للقيمة، فسعره يتأثر بالحركة الإقتصادية العالمية أي الطلب عليه في الصناعة، ولكن الذهب حقيقة يكون ملجأ للناس الذين يرغبون بالإبتعاد عن الأصول الخطرة”.

اضغط هنا لقراءة المقال على موقع lebeconomy