استهداف المياه يفاقم المخاطر الاقتصادية ويدعو لحمايتها من خارج الاطر التقليدية

أدى القصف الإسرائيلي للناقل الرئيسي لمياه نهر الليطاني إلى انقطاع المياه عن مشروع ري القاسمية وتعريض مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية المروية إلى الجفاف وتهديد الأمن المائي والغذائي للبنانيين. ولفهم خلفية ومخاطر هذا الاستهداف، يجب التذكير بأن نهر الليطاني وينابيع المياه التي ترفده هي من أهم مصادر المياه في جنوب لبنان. يلعب النهر دورًا اقتصاديًا حيويًا، ليس فقط لناحية تعزيز صمود الجنوبيين في أرضهم وقراهم، بل يساهم أيضًا في ازدهار وتطوير الزراعة وتوسيع مساحاتها. يشكل ذلك تعزيزًا للموارد الاقتصادية التي تتعدى منافعها النطاق المحلي. يعتبر نهر الليطاني شريان الحياة للمنطقة الجنوبية، حيث يوفر المياه الضرورية للاستخدام المنزلي والزراعي. إن استهداف هذا المورد المائي الحيوي يهدد بشكل مباشر سبل العيش للسكان المحليين ويضع ضغوطًا إضافية على الاقتصاد اللبناني الهش. يتطلب هذا الوضع اهتمامًا دوليًا عاجلًا لحماية البنية التحتية المائية وضمان استمرار تدفق المياه للمجتمعات المتضررة. كما يسلط الضوء على أهمية تطوير استراتيجيات مستدامة لإدارة الموارد المائية في المنطقة، خاصة في ظل التحديات المناخية المتزايدة. إن حماية نهر الليطاني وضمان استمرار تدفقه ليست مسألة بيئية فحسب، بل هي قضية أمن قومي واستقرار اجتماعي واقتصادي للبنان بأكمله.

اضغط هنا لمشاهدة المقابلة على قناة الجديد