أمام الانهيار التاريخي والمتسارع لليرة اللبنانية مقابل الدولار والذي بلغ الثلاثاء 29200 ليرة وأمام تحليق اسعار السلع، تشتد الأزمة اللبنانية يوما بعد آخر وتزداد سوءاً، فقد حلّقت أسعار المحروقات مجددا ولائحة الأسعار تتعدّل وهي في ارتفاع مطّرد. فما هي أسباب ارتفاع أسعار المحروقات المتكرّر وما هي أسباب الإنهيار الحاصل؟
الخبير الإقتصادي باتريك مارديني أوضح في حديث لـ”جسور” سبب ارتفاع أسعار المحروقات المستمرّ وقال: “في لبنان، نستورد المحروقات وبالتالي ندفع ثمنها بالدولار الأميركي لذلك كلما ينهار سعر صرف الليرة ويرتفع الدولار ترتفع تلقائياً أسعار المحروقات”.
نظام عائم
وبموضوع الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الأميركي في لبنان يقول مارديني أن “الدولار يرتفع بسبب اعتماد لبنان نظام صرف عائم وهذا النظام لا يتناسب مع الوضع الاقتصادي الحالي في لبنان”، موضحاً أن “في لبنان وفي سنة 2019 تعوّم سعر الصرف على السوق السوداء وفي الـ2020 أصبح التعويم رسمياً على منصة صيرفة التي أُطلقت على سعر صرف 12 ألف واليوم أصبح ضعف الـ12 ألف وأكثر”.
الأسباب
وشرح الخبير الإقتصادي أسباب انهيار سعر الصرف قائلاً إن “لبنان بلد غير مستقرّ بفعل الخضّات السياسية والأمنية المتكرّرة واليومية وبالتالي هذا النظام العائم غير مناسب، فكل خضّة سياسية وأمنية أو جيو سياسية أو جيو استراتيجية، أي كل خضة سيئة، تؤدي تلقائياً إلى خسارة الثقة بالليرة والتهافت إلى شراء الدولار مما يؤدي الى ارتفاع سعره.” وأشار إلى أن “السبب الأول لانهيار سعر الصرف هو النظام العائم وانعدام الثقة بالليرة من جهة والسبب الثاني هو طباعة الليرة المستمر لتغطية خسائر الدولة اللبنانية أي القطاع العام بشقّيه وهما مصرف لبنان والحكومة وخسائر المصارف عن طريق طباعة الليرة.” وأضاف “المصارف اليوم أخذت أموال الناس وأعطتها للدولة أي القطاع العام وهو ليس قادراً على ردّها لذلك تطبّع للقطاع العام الليرة ليردّوها للناس بالليرة اللبنانية.” ولفت إلى أنه “كلما ضخّت ليرة إضافية في السوق، تصل إلى الناس، ويطلبوا فيها الدولار وبالتالي يرتفع سعر الصرف.” وختم قائلاً: “حجم الكتلة النقدية من الـ2019 لليوم تضاعف سبع أو ثماني مرات وهذا الارتفاع بحجم الكتلة النقدية بالليرة هو السبب الثاني لانهيار سعر الصرف.”