«حزب الله» يمتص غضب شيعة لبنان بشحنات الوقود الإيرانية

«حزب الله» يمتص غضب شيعة لبنان بشحنات الوقود الإيرانية

شككت دوائر لبنانية في نوايا «حزب الله»، وتسويقه لحل أزمة الوقود في لبنان عبر شحنات الوقود القادمة من إيران. واعتبرت الأكثرية اللبنانية خطوة حزب الله مجرد حملة شعبوية، تهدف إلى امتصاص غضب الشيعة، وترويج لقدرة الحزب «المشكوك فيها من الأساس» على حل الأزمات، بحسب تقرير نشره موقع «المونيتور».

وأكد الموقع الأمريكي في تقريره، أنه لم يعد ينطلي على اللبنانيين احترافية نصر الله في «دغدغة مشاعر الشعب، لاسيما في ظل تهريب كميات كبيرة من الوقود اللبناني المدعوم إلى سوريا؛ فضلًا عن حقيقة عضوية الحزب في السلطة، التي قادت لبنان إلى أزمته الاقتصادية الحالية».

الأقلية المخدوعة

وأثار الإعلان عن واردات الوقود الإيراني ردود فعل شعبية وسياسية مختلفة في لبنان. وبينما أيدت الأقلية «المخدوعة» الخطوة، استنكرها آخرون، نظرًا لانعكاساتها الخطيرة على لبنان، إذ أن كل من يشارك في تفريغ، أو تخزين، أو توزيع شحنات سفن الوقود القادمة من إيران، يصبح عرضة لخطر العقوبات الاقتصادية الأمريكية، التي تحظر صفقات صناعة الطاقة الإيرانية.

وفي «تغريدة» بتاريخ 19 أغسطس الماضي، انتقد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري ترويج نصر الله لشحنات الوقود القادمة من إيران، وقال «إن ذلك يضر بسيادة لبنان». بينما أبدى ريتشارد قيومجيان، وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني الأسبق اندهاشًا، حين تساءل: «أين الدولة من كل هذا؟». وأضاف في لقاء مع «المونيتور»: «بحجة مساعدة الناس، يقوّض حزب الله مفهوم الدولة. كما أن الطرق التي تعبرها ناقلات الوقود من سوريا إلى لبنان، هي نفسها التي يتم من خلالها تهريب الوقود من لبنان إلى سوريا. ويثبت ذلك حقيقة أن لبنان استورد في غضون أشهر وقودًا بقيمة 800 مليون دولار، إلا أنها لم تُطرح من الأساس في السوق المحلية اللبنانية».

تهريب الوقود لسوريا

وواصلت الأكثرية اللبنانية تشكيكها في مدى مساهمة الشحنات الإيرانية في حل أزمة الوقود، وفي لقاء مع «المونيتور» يقول الخبير الاقتصادي، ورئيس المعهد اللبناني لدراسات السوق باتريك مارديني: «السفن الإيرانية لن تحل مشكلة الوقود، لأن المشكلة لا تكمن في عدم القدرة على استيراد الوقود، وإنما في انعدام مقدرة توزيعه على المستهلكين».


وأضاف: «استورد لبنان في الأشهر الأخيرة ثلاثة أضعاف حاجة السوق المحلية من الوقود. لكن الوقود يتم تهريبه ليباع في السوق السورية، لأن سعر العلبة في الواقع أقل بكثير من قيمتها. الحل الوحيد لهذه المشكلة هو رفع دعم الوقود».

وفي لقاء مع «المونيتور»، الخبير الاقتصادي اللبناني، وليد أبو سليمان، جانبًا آخر من الحقيقة: «شحنات وقود السفن الإيرانية تهدف فقط إلى إبلاغ رسالة سياسية لخصوم «حزب الله». عمليًا، يحتاج لبنان إلى ما بين 10-15 سفينة من الديزل والبنزين شهريًا، وبالكاد ستغطي السفن الإيرانية احتياجات السوق لبضعة أيام».

تكليف بالتسويق للحملة

وتزامن وصول الوقود الإيراني مع تقارير عن رفع دعم الوقود بشكل كامل بنهاية سبتمبر بعد أن تم دعمه بمبلغ ثمانية آلاف ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد.

وكان مسؤول «حزب الله» الإعلامي في سهل البقاع أحمد ريا، قد تلقى تكليفًا بالتسويق لحملة الحزب «المزعومة». وقال في لقاء مع «المونيتور»: «إن قافلة من 80 شاحنة، تحمل كل منها 50 ألف لتر من الوقود الإيراني، دخلت منطقة سهل البقاع شرقي لبنان قادمة من سوريا في 16 سبتمبر الجاري».

ولم يكن نصر الله نفسه أقل مساهمة في الترويج لحملة الحزب «خالية المضمون»؛ ففي ذكرى عاشوراء في 19 أغسطس الماضي، أعلن أن سفينة إيرانية محملة بالوقود ستبحر من إيران، لإنقاذ لبنان من أزمة وقود متفاقمة.

اضغط هنا لقراءة المقال على موقع عاجل