لبنان يغلي بسبب الدولار.. ”تطبيقاتٌ“ تدفع الليرة إلى الانهيار

لبنان يغلي بسبب الدولار.. ”تطبيقاتٌ“ تدفع الليرة إلى الانهيار

الليرة اللبنانية تتدهور.. سعر الدولار يصل إلى مستويات خيالية
شهدت الليرة اللبنَانية، اليوم السبت، تدهوراً كبيراً في قيمتها بعد ارتفاع سعر الدولار الذي تجاوز حدود الـ12 ألف ليرة وذلك للمرة الأولى منذ بدء الأزمة المالية في البلاد عام 2019.

وإزاء ذلك، تجدّدت الاحتجاجات الشعبية في مختلف المناطق اللبنَانية بسبب تدهور سعر صرف العملة الوطنية، وعمد المواطنون إلى قطع العديد من الطرقات الرئيسية، في حين شهد محيط مجلس النواب في بيروت مناوشات بين متظاهرين والقوى الأمنية، في حين قام عدد من المحتجين برشق مبنى مصرف لُبنان المركزي بالحجارة.

وخلال الأيام الماضية، اتجهت الأنظار نحو تطبيقات سعر صرف الليرة مقابل الدولار، باعتبار أنها ساهمت في زيادة غليان سعر الدولار في لُبنان وزعزعت استقرار الليرة.

وكان العديد من الخبراء حذروا مراراً من هذه التطبيقات، مشيرين إلى أنها قد لا تعكس الواقع الحقيقي للدولار في لبنان، كما أنها ساهمت في دفع الليرة اللبنانية إلى الانهيار، خصوصاً أنها أصبحت مرجعاً بالنسبة للصرافين وللتجار أيضاً.

وفي هذا الإطار، ذكرت وسائل اعلام لبنانية مؤخراً أن السلطات القضائية في البلاد طلبت مساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “FBI” لحجب تلك التطبيقات الموجودة على متجري “غوغل” و “آب ستور”.

ومع هذا، أشارت وسائل إعلام محلية أيضاً إلى أنّ شركة “أوجيرو” المشغلة للاتصالات في لُبنان فرضت حظراً على المواقع الإلكترونية التي تنشر سعر الصرف، لكنها عجزت فنياً عن حجب التطبيقات والصفحات الموجودة على خدمة غوغل بلاي، وموقع فيسبوك.

وخلال الأسبوع الماضي، توقفت العديد من هذه التطبيقات على إضافة تحديثات لسعر الدولار، في حين استمرّ البعض الآخر في إبراز الأسعار بشكل دوري.

أسباب ارتفاع سعر الدولار في لبنان

وفي حديث سابق مع “أخبار الآن”، شرح الخبير الاقتصادي اللبناني البروفيسور باتريك مارديني أسباب تدهور الليرة أمام الدولار، ليؤكد أنه “طالما لم يكن هناك أي إصلاح، فإن الليرة ستفقد قيمتها أكثر”.

ويضيف: “السبب الأول لارتفاع سعر صرف الليرة أمام الدولار هو أن نفقات الحكومة اللبنانية أكبر من إيراداتها، وهي تقوم بتغطية الفرق من خلال طباعة الليرة، وهذا الأمر نسميه تسييلاً لخدمة الدين العام. أمام السبب الثاني فهو أنّ المواطن اللبناني فقد ثقته بالليرة. ولهذا، إذا كانت بحوزة الشخص عملة الليرة، فإنه سيبادر إلى شراء ما تيسر من سلع، أو سيقوم بشراء الدولار. وفي ما خص السبب الثالث، فإنّه في لبنان لدينا نمو سلبي، كما أن كمية الليرة تزداد بوتيرة أكبر بسبب قيام المصرف المركزي بطباعة العملة بشكل هائل، وهذا الأمر يجعل الدولار يرتفع بشكل كبير”.

ويتابع: “كذلك، فإن ارتفاع سعر الدولار يرتبط بمدى طباعة الليرة. ما يحصل أن هناك كمية هائلة من الليرة والناس تأخذها وتقوم بتحويلها إلى دولار. وفي حال قمت بوقف الطباعة، فإنه لن يعود هناك إمكانية لأخذ ليرة وتحويلها إلى العملة الصعبة. فأمر التحكم بالسوق السوداء يرتبط بمدى طباعة الليرة، وهو أمر يجب أن يتوقف بسرعة”.

ويقول مارديني: “الثقة بالليرة باتت معدومة، والهروب منها يساهم في ارتفاع سعر الدولار. كذلك، فإنّ المستثمر لا يمكن أن يأتي ويضع ماله في لبنان بينما لا يوجد سعر صرف محدد ومضمون”.

إضغط هنا لقراءة المقال على موقع أخبار الأن