«التعبئة» لزوم «ما لا يلزم».. الإقتصاد ينهار وفتح البلد والمطار ينقذ ما يمكن انقاذه

«التعبئة» لزوم «ما لا يلزم».. الإقتصاد ينهار وفتح البلد والمطار ينقذ ما يمكن انقاذه

فيما لا يزال خطر “كورونا” قائما وداهما، الا ان دول العالم أجمع قررت التعايش مع الوباء وانهاء حالة التعبئة العامة وفتح مطاراتها مع اتخاذ إجراءات وقائية كالتأكيد على التباعد الاجتماعي والتزام بالمسافات الآمنة ووضع الكمامات الطبية، لا سيما وان “كورونا” خلّف تداعيات كبيرة على اقتصادات الدول الكبرى فكيف الحال للدول الفقيرة كلبنان الذي يعيش ازمة اقتصادية ومالية خانقة تسببت بتراجع قييمة العملة الوطنية بشكل كبير.

تمديد التعبئة ووقعها الخطير على الاقتصاد وفيما كان يعوّل اللبنانيون على إعادة فتح البلاد بشكل كامل ضمن مخطط صحي وإجراءات وقائية ملزمة لتحريك عجلة الاقتصاد بما تيسر في ظل الشلل العام لذي أصيب مختلف القطاعات، جاء قرار الحكومة بتمديد التعبئة العامة لمدة أربعة أسابيع، ليقضي على الأمل الأخير بإعادة تحريك العجلة الاقتصادية. علما ان لبنان يسير وفقا لسياسة “مناعة القطيع” منذ عدّة أسابيع مع تخفيف الإجراءات على عدّة مراحل، وفتح معظم القطاعات منها المطاعم والمسابح وكافة المؤسسات باستثناءات محدودة تخص المطار والملاهي الليلية الشواطئ العامة والحدائق، إضافة الى منع التجوّل بعد منتصف الليل. وهذا ما يعني المزيد من التدهور والانهيار بحسب الخبير الاقتصادي باتريك مارديني. اذ أكّد وزير الصحة حمد حسن بعد ​جلسة الحكومة​، انه “عند يجلس الناس و​المغتربون​ في منازلهم ولا يشكلون حالة كما جرى في برجا، عندها نستطيع التحدث عن اعادة فتح المطار، لا سيما وان هناك امرأة وافدة كانت تحمل الفيروس نقلته لـ 42 شخصا في برجا”.

ضرورة فتح المطار وانهاء التعبئة العامة ورأى الخبير الاقتصادي الدكتور باتريك ماريديني في حديث لـ “جنوبية” انه ثمة ضرورة لتخفيف إجراءات التعبئة العامة نظرا لحجم تداعيات الإجراءات الاحترازية المتخذة على ما تبقى من الاقتصاد اللبناني، لا سيما المتعلق بقانون المفرد والمزدوج الذي فرض على المؤسسات والشركات العمل بنصف قدرتها، وبالتالي اضطرارها لخفض قدرتها الانتاجية، وهو ما سيؤثر بالتالي على الإنتاج الوطني ما يؤدي ايضا الى استمرار انهيار سعر صرف العملة”. الـ “fresh dollars” وإعادة فتح المطار كما شدد مارديني الى ضرورة إعادة فتح المطار لأهمية ذلك بإدخال الـ “fresh dollars” الى لبنان، مشيرا “صحيح ان عودة الصرافين الشرعيين يوم أمس الى العمل امرا ايجابيا لسد حاجات الدولار في السوق، لكن غير كافية ولن تحل المشكلة”، مشددا انه “في حال عودة المطار وفي حال تحريك السياحة في لبنان وقدوم المغتربين اللبنانيين في موسم الصيف سيؤدي ذلك الى تجميد سعر صرف العملة والحد من الانهيار الحاصل، وذلك بالتزامن مع تسهيلات تخص الاجراءات المتعلقة بالمطاعم وأماكن السهر”. في الختام أكد مارديني ان “إعادة فتح البلد بكامل طاقته الإنتاجية إضافة الى المطار يساهمان بتجميد او تأخير الانهيار، ولكن ذلك على أمل قدوم السياح”، وتابع “فكما كانت الحكومة فعاّلة بفرض التعبئة للحد من انتشار الوباء، على الحكومة اليوم مع انحساره ان تسرع برفع التعبئة وفتح المطار لتأمين دخول الدولار لا سيما وان معظم مطارات دول العالم فتحت”.

إضغط هنا لقراءة المقال على موقع جنوبية